
الوجودية يا أعزائي ملخصها أن البرتقالة على الشجرة غير موجودة لأن أحداً
لاينتفع بها و هي على الشجرة و لكنها تعتبر موجودة إذا كانت على المائدة
في طبق و جوارها سكين لأنها ستؤكل و يُنتفع بها .. و بناءً على هذا لا يُعتبر
الشيء موجوداً إلا إذا كان نافعاً .. هذا ما كان يقوله سارتر عن الوجودية
و هو جالس على مقاهي باريس يتحدث و يتلفت حتى منتصف الليل ثم ينهض
و حوله المعجبون و المعجبات دون أن ينتفع أحد بما قال !
...
و تذكرت حكاية ذلك المريض النفسي الذي ذهب إلى الطبيب في إيطاليا و هو يعاني
من اكتئاب حاد و أعطاه الطبيب دواءً ليعود بعد أسبوع و يخبره أن الدواء لم يفعل
شيئاً و يزهق الطبيب منه و يقول له : اسمع ، بجانب العيادة هنا مسرح الكوميديان
العظيم توتو .. اقطع تذكرة و تفرج على روايته الجديدة؛ ستهلك من الضحك فإذا
المريض يجيبه بكل بساطة .. أنا توتو !
...
و كل العيوب الخلقية التي يُبتلى بها الإنسان تحتاج إلى فلسفة خاصة في التعامل معها
و أروع الفلسفات هي السخرية ، فهذا الشاعر الأحول حينما أحب فتاة و كان
يراقبها رجلٌ من أهلها .. اعتبر أن حوله هو طوق النجاة الذي أنقذه من الرقيب
المتربص بهما .. في بيت من أظرف الأبيات الكوميدية و هو لأبي العيناء أيضاً، ويبدو
أنه بدأ بالحول قبل أن ينتهي إلى العمى .. يقول الأحول العاشق :
حمدتُّ إلهي إذ بلاني بحبها
على حولٍ يغني عن النظر الشذرِ
نظرتُ إليها و الرقيبُ يظنني
نظرتُ إليه فاسترحتُ من الغدرِ
0 التعليقات:
إرسال تعليق